نظم الروبوت
يمكن مقارنة أجزاء ونظم الروبوت بمثيلاتها
في الجسم البشري، فالآذان والحنجرة البشرية تُستبدل بمذياع يحوّل موجات الصوت إلى
نبضات كهربائية بينما يقوم مكبر صوت آخر بالعملية العكسية. وتقوم خلية كهروضوئية
أو آلة تصويرية تلفازية بتحويل موجات الضوء إلى نبضات كهربائية، وهي بهذا تكون
بديلة عن العين
البشرية. والنبضات
الكهربائية التي تصدر عن المذياع أو آلة التصوير في الانسالة، تتشابه والرسائل
العصبية والنبضات المتدفقة عبر الجهاز العصبي للإنسان، وهي تتحرك في الانسالة
بواسطة أسلاك من نحاس أو عن طريق الدوائر الكهربائية المطبوعة على صفيحة السليكون،
وبدلا من الأوعية الدموية في الإنسان فإن الانسالة تحتوي على شبكة من الأنابيب
فيها سوائل ذات قوة ضغط معينة، حيث تتحرك الأخيرة عن طريق الضغط الهيدورليكي لهذه
السوائل.
الأنظمة البصرية في الروبوت
كانت العين في الانساليات القديمة عبارة عن
آلة تصويرية تنقل المعلومات المرئية إلى البرمجيات لغرض تحليلها، وكانت إنسالات
هذا النموذج تواجه صعوبة في تمييز ما إذا كانت تتحرك نحو الأمام أو بشكل دائري في
حلقة مفرغة، وكان سبب هذه الصعوبة هو اعتمادها على عين واحدة. إنكب الباحثون منذ
عام 2003 على ابتكار إنسالة يمكنها الاعتماد على أكثر من عين واحدة، حتى تتمكن من
الحراك بفعالية أكبر، ويُشبه الباحثون الأسلوب القديم للرؤية في الانسالة بالنظر
من خلال إسطوانة ضيقة يصعب فيها الحصول على رؤية شمولية خاصة عند الالتفات، والحل
حسب الباحثين في جامعة ميريلاند في الولايات المتحدة هو نصب عين متطورة في مؤخرة
الجزء العلوي من الإنسالة، وهذه الأخيرة عبارة عن 9 آلات تصوير رقمية بجم كرة قدم
مصغرة، يُطلق عليها “عين أرغوس”
(بالإنجليزية: Argus eye) تيمنا بالإله اليوناني الذي كان جسده مغطى
بمئات العيون. تختلف نظم العين في الإنسالة حسب نوعها، ففي الإنسالات البسيطة يكون
نموذج العين عبارة عنمقاومة كهربائية إلى آلات تصويرية فائقة الدقة مزودة ببرمجيات
معالجة الضوء
(بالإنجليزية: light detection and
processing systems) في
الانسالة ات المتطورة، ويفضل العلماء محاكاة نموذج عين الحشرات لصناعة وتصميم
الأعين الانسالية وذلك لصغر حجم الدماغ ومركز معالجة المرئيات في عقل الحشرات،
المماثل لذاك الخاص بالإنسالة.[28] تحتوي الأعين الانسالية في إنسالة “سبيرت”
الموجودة على سطح المريخ على آلة تصوير بانورامية (بالإنجليزية: Pancam) قادرة على الالتفاف 360 درجة ونقل صورة
شمولية للسطح المحيط بها. يبلغ وزن هذه الآلة 270 غرامًا وحجمها بقدر قبضة اليد
وباستطاعتها إنتاج صور يصل مقدار العنصر فيها إلى 24,000 بكسل.[29]
اللغة الإنسالية
إن نظام تمييز وتحليل الأصوات المسموعة في
الإنسالة هو عبارة عن تحويل للإشارات الصوتية التي يتم التقاطها بواسطة المذياع
إلى مجموعة من الكلمات المكتوبة المفهومة للإنسالة، والمخزونة في برمجياتها، التي
تقوم بدورها بتحليل ومحاكاة فهم اللغات الطبيعية. ويُطلق على هذه العملية “معالجة
اللغات الطبيعية“. وهناك العديد من التقنيات المستخدمة في تمييز وتحليل الأصوات
منها: الشبكات العصبونية الاصطناعية والشبكات العصبونية أمامية التغذية خلفية
النقل والتحويل الفوريي السريعوالشبكات العصبونية العادية. كذلك يمكن زرع ما يُسمى
ببرمجيات تمييز المحادثة
(بالإنجليزية: Speech Recognition
Software) ونموذج
العتاد الصلب لتمييز المحادثة
(بالإنجليزية: Speech Recognition
Hardwarew Module) في
الإنسالة حتى تستطيع التعرّف على الأصوات المحيطة وتحليلها، وتُعتبر الأولى أكثر
تطورًا من الثانية، إلا أنها لا تحلل سوى لغات محدودة.
ومن الأمثلة على التواصل اللغوي والإنسالة:
إصدار إيعاز إليها بالذهاب إلى غرفة معينة كالمطبخ، فتلتقط كلمة “المطبخ” مع كل
البيانات المتعلقة بتلك الكلمة من ناحية الوظيفة والأجواء المتعلقة بها والمخزونة
في عتاد الحاسوب، فتتجه إلى هناك، أما بحال أعطيت إيعاز غير مفهوم أو إيعاز غير
منطقي كاختراق جدار مثلاً، فإن الإنسالة ومن خلال عملية التغذية الراجعة حسب منظور
علم السيبرنيتيك، تقدم على إرسال إيعاز جوابي مضمونه إما أن الإيعاز غير مفهوم أو
غير منطقي. فيثمانينيات القرن العشرين كان الباحثون يغذون برمجيات الانسالة
بإيعزات مكونة من جملة أو جملتين مثل “تحرك”، “التفت يمينًا”، ولكن بدأ التركيز
مؤخرًا على جمل طويلة ومعقدة مشابهة لأساليب التحدث عند الإنسان.
المستشعرات الإنسالية
المستشعرات هي نظم حسيّة. يقوم المستشعر
بالتقاط نمط معين من البيانات التي يُصار إلى تحليلها بواسطة البرمجيات، مما يُنتج
ردة الفعل المناسبة والمبرمجة في الانسالة، وفيما يلي بعض المستشعرات التي لاتتوفر
كلها في جميع أنواع الانسالات
حركة الروبوت
تحوي سيقان الروبوت المتطورة في بعض
الأحيان أكثر من 40 مستشعر وأداة ميكانيكية مائعية، وتقوم المستشعرات بقياس توزيع
الضغط المسلط على السيقان بصورة مستمرة، وقد تم في عام 2004 صناعة سيقان إنسالية
يمكن تركيبها على سيقان الإنسان لتساعد في تحويل الخطوات البشرية الطبيعية إلى
خطوات سريعة واسعة دون بذل الشخص أي مجهود عضلي،[36] وقد تمت تسمية هذا الاختراع
بالهيكل الخارجي، وبلغ وزن تلك السيقان حوالي 50 كيلوغرامًا. يُعتبر تنسيق الخطوات
في الإنسالات بشكل يحاكي خطوات الإنسان عملية معقدة جدًا،[37] لذا يلجأ العلماء
عادةً إلى استعمال العجلات بدلا من السيقان. من أنواع الانسالات المتطورة التي
تتحرك باستعمال ساقين: إنسالة سيغمو وإنسالة كريو وإنسالة أسيمو. كان العلماء
ينصبون سيقان متعددة تصل إلى 6 سيقان في الإنسالات القديمة، ذلك أن تعدد السيقان
يوفر الثبات والتوازن، ولم تكن التقنية الخاصة بتثبيت تلك الآلات وجعلها تتوازن
على قائمتين قد أصبحت متاحة بعد، وعلى الرغم من التطور الحاصل اليوم في مجال
الإنساليات، فإن تقليد الساق البشرية ما يزال أصعب من تقليد اليد، ذلك أن صناعة
الساق تقابلها مشكلة رئيسية هي مشكلة التوازن التي يتطلب حلها كثيراً من الجهد
والمال والوقت، لذا تُفضل الكثير من الشركات أن تصنع إنسالاتها بأربع سيقان بدلاً
من اثنين. وليست فكرة إنتاج آلات تستطيع المشي والانتقال بفكرة حديثة العهد، فقد
استخدم البعض منها خلال السنوات القليلة الماضية في العمليات الزراعية وفي أعمال
الحفر، ومن أشهر تلك الآلات المتحركة شاحنة ذات أربع سيقان أنتجتها شركة جنرال
إلكتريك للجيش الأمريكي، ويتحكم بها سائقها عن طريق تحريك يديه وساقيه المتصلتان
بسيقان الشاحنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق